اللغات وراء تراجع نسب النجاح بالوادي

تعرف نتائج البكالوريا منذ سنة 1996 بولاية الوادي، ضعفا كبيرا اذا ما قورنت بولايات اخرى، بسبب حصول الطلبة على علامات منخفضة جدا في اللغات الاجنبية، فكثير من التلاميذ لم يتحصلوا على شهادة البكالوريا لعدم حصولهم على نقاط مريحة في الانجليزية والفرنسية، رغم انهم من المتفوقين في بعض المواد الاساسية، اضافة الى الضعف العام في المستوى الدراسي في مختلف الشعب العلمية والأدبية، ناهيك عن وجود برنامج حكومي واضح لاستدراك هذا النقص الفادح في النتائج عدا بعض المحاولات من المجتمع المدني، حيث بادر بعض الخواص لانشاء مدارس لتعليم اللغات الاجنبية خاصة في فصل الصيف، ورغم انها لاقت اقبالا كبيرا من التلاميذ في كل الاطوار، الا أن العملية تتطلب اهتماما اكبر. وتشير الأرقام المستقاة من مديرية التربية في الولاية، والتي تبين نسب النجاح من سنة 1996 الى سنة 2012، الى ضعف كبير في السنوات الماضية وربما يتجاوز حدود اللغات الاجنبية الى اسباب اخرى يتطلب الامر دراسة ووعيا كبيرين من الاجهزة الرسمية وفعاليات المجتمع المدني، حيث تحصلت ولاية الوادي سنة 1996 على نسبة نجاح مقدرة بـ21.73 بالمئة لترتقي في سنة 1997 الى 28.72 بالمئة، مع عدم معرفتنا سبب صعود النسبة لغياب الدراسات في هذا المجال، ليبقى الامر مقرونا بتوفير الامكانات والشروط ونوعية التلاميذ النجباء، لتعود النسبة مجددا الى الانخفاض في سنة 1998، حيث انحدرت مرة اخرى الى 21.24 بالمئة وهي النسبة الاضعف مقارنة بسنة 1999، حيث بلغت نسبة النتائج 25.84 بالمئة لتقفز سنة 2000 الى 34.06 بالمئة، وهذا راجع ربما الى بعض الاصلاحات التربوية، و الغريب ان النسب بدأت في التراجع لسنوات اخرى، حيث سجلت النتائج سنة2001 نسبة 30.89 بالمئة و2002 سقطت اكثر الى 25.97 بالمئة وسنة 2003 تم تسجيل نسبة نجاح بـ26.50 بالمئة، ودون سابق إنذار تعود نسب النجاح الى الثلاثينات، فقد سجلت ولاية الوادي في سنة 2004 نسبة 32.29 بالمئة، وفي سنة 2005 وبشكل اعتباطي وغير مدروس تماما تعود النسب الى ما دون الثلاثين، حيث اكتفت ولاية الوادي بنسبة نجاح 27.41 بالمئة وكانت الجهات المختصة عموما لم تدرس أصلا أسباب الاخفاقات المتتالية للتلاميذ. اما في سنة 2006 فقد عادت النسب بشكل تصاعدي، حيث سجلنا نسبة 37.23 بالمئة وفي سنة 2007 نسبة36.81 بالمئة، وفي 2008 نسبة 36.85 بالمئة على عكس سنة 2009 لتعود الولاية الى نسب العشرينات الضعيفة، حيث انخفضت النسبة الى 29.93 بالمئة، وتعد هذه النتائج ككل ضعيفة جدا اذا ما قورنت بنسب ولايات اخرى، فلا يمكن اعتبار نسب الثلاثين نسبا مرتفعة مع ذكر البعض حالات الغش الجماعي في ولايات اخرى منذ مدة على حساب الحراسة المشددة في ولاية الوادي مثلا. وحسب رئيس خلية الاعلام والاتصال بمديرية التربية، رزاق سالم يوسف، فإنه في سنة 2010 عرفت نتائج البكالوريا منحنى تصاعديا، فقد سجلت الولاية بعد السنوات العجاف نسبة 56.07 بالمئة والبعض قال انها ثمرة اصلاحات بن بوزيد، وأخر اشار الى التضخيم في النقاط، ورغم أن الامر غير مفهوم كيف تصعد النسبة كل هذا الارتفاع بين سنتين، حيث تحصلنا في سنة 2009 على 29.93 بالمئة وسنة 2010 على نسبة 56.07 بالمئة يحتاج الامر الى المزيد من التوضيح والدقيق، لتأخذ الولاية منحنى تصاعديا تباعا، ففي سنة 2011 تحصلت الولاية على نسبة 56.45 بالمئة وفي السنة الماضية كانت النسبة 50.34 بالمئة في انتظار نتائج هذه السنة.
شارك الموضوع على المواقع الاجتماعية
  • Share to Facebook
  • Share to Twitter
  • Share to Google+
  • Share to Stumble Upon
  • Share to Evernote
  • Share to Blogger
  • Share to Email
  • Share to Yahoo Messenger
  • More...

0 التعليقات

:) :-) :)) =)) :( :-( :(( :d :-d @-) :p :o :>) (o) [-( :-? (p) :-s (m) 8-) :-t :-b b-( :-# =p~ :-$ (b) (f) x-) (k) (h) (c) cheer